الملايين من الأفكار والطروحات والآراء، تتنقل عبر تغريدات وزقزقات عصفورة تويتر الشهيرة التي أخذت بالألباب، لتدخل كل بيت وزاوية في أرجاء الكرة الأرضية، يطلقها مفكرون ونخب ثقافية واجتماعية، ومن كافة شرائح المجتمع في كافة المجالات التي قد تخطر على البال أو لا تخطر.
ملايين منها قد تكون رؤى نيرة مستنيرة، وملايين أخرى لا تنقل غير إشاعات وأفكار مشبوهة لا ترقى حتى لمستوى أن يسمع زقزقتها أحد.
والحال كذلك، يثور السؤال: إلى أي مدى يمكن أن ترقى هذه الطروحات والأفكار النيرة والمستنيرة فقط، إلى أن تكون مقياسا لتوجهات الرأي العام السعودي ودليلا على ما يتطلع إليه الناس في كل شؤونهم الحياتية والخدمية والتنموية؟.
وهل يمكن للجهات المعنية مثل وزارة التخطيط إجراء دراسات مستفيضة على هذه الطروحات التي تبث على تويتر من كافة شرائح المجتمع خصوصا النخب المميزة في كافة الاتجاهات، ومن ثم الاعتماد على نتائج دراسات للرؤى المنطقية والسليمة منها في وضع الخطط التنموية القصيرة المدى والمتوسطة والبعيدة، من خلال استخلاص ما يريده المواطنون والمواطنات بكافة شرائحهم، فيما يشبه الاستنارة برأي النخبة من كافة شرائح المجتمع؟.
أعتقد أنها أسئلة منطقية في ظل العدد الهائل من المغردين السعوديين على تويتر، خصوصا أن نخب المجتمع السعودي يعتمدونه في بث رؤآهم وأفكارهم وطموحاتهم وتطلعاتهم في كافة مناحي الحياة الأدبية والثقافية والخدمية.
شخصيا، أعتبرها فرصة ممتازة للاطلاع على آراء الناس بكل شفافية ووضوح، وبالتالي هي فرصة لصناع القرار في تلمس احتياجات الناس، والعمل على تلبيتها ووضع الخطط لتنفيذها.
عصفورة تويتر أصبحت من الأهمية بمكان إلى درجة الإيقاظ من النوم للنائمين، والمشاركة في سهر الساهرين، وكأن النوم لا يعرف لجفنيها سبيلا، وهو حال المغردين في جنباتها طوال الأربع والعشرين ساعة، فلنأخذ بالأحرى عباراتهم، ورؤاهم وأفكارهم، لنستفيد منها في البناء، بدلا من أن تظل مجرد تغريدات لا أكثر!.